يجلس الحاج محمد فى تلك الشرفه المطله على الشارع الرئيسى وحيدا متجهماُ وبجواره ذلك الهر الذى اظن انه صديقه الوحيد لم اراة يبتسم منذ زمن بعيد ولم اجد سبب لذلك ومنذ ايام قليه بدات اراقب حزنه من بين عينيه الضيقتين فقد بدا شاحب الوجه كما انى لم اجد هرة الصغير بجوارة يبدو انه سئم صمته فهرب وترك الحج محمد حزين جدا وفى اليوم التالى حاولت الاقتراب اكثر من شرفه الحاج محمد ولكنى رهبت من حزنه واكتفيت بالنظر اليه كلما مررت من امام شرفته وتوالت الايام ولفت انتباه الحج محمد نظرى اليه فابتسم لى ذات مرة نعم رايته بيتسم لاول مرة منذ زمن فاقتربت منه قائله : صباح الخير يا عم محمد نظر اليه طويلا وكانه لم يفهم ما قلت وخيل الى انه نسى الكلام من طول صمته فهممت بالانصراف
فبدا الانزعاج عليه فتوقفت فسمعته يقول :صباح النور اصل انا بقالى كتير محدش صبح عليا ولا اتكلم معاياويبدو انه بدا يسترجع جميع ذكرياته مع الكلام وهم بحكايه حكايات عن ايام الشباب وكانه كان ينتظرتلك الصباح ليتحدث مع اى احد لكى يخرج من وحدته ولكنى حين نظرت فى ساعته المعلقه على الحائط ,ورائه ووجتها تفترب من العاشرة والربع
اى اننى من المفترض ان اكون فى عملى منذ ربع ساعه تقريبا
فاستاذنته وانصرفت مسرعه
تاركته لوحدته وصمته مرة اخرى
الا انى هذا المرة تركته وانا اعلم سبب
لوحدته وصمته
انه تلك الساعه المعلقه على الحائط ورائه
التى تلهى الناس عن كل شى حتى لو كان ذلك القاء التحيه والاستماع للحاج محمد
ولو لدقائق قليله